مناظرة عن "هل الإنترنت وسيلة لتعزيز التعايش أم لا؟" في مؤسسة بيسمنت
الأحد 26 مارس 2017 الساعة 08:32
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

ضمن نشاط فضاءات الذي تنظمه مؤسسة بيسمنت الثقافية، أقيمت مساء يوم السبت 25 مارس 2017م المرحلة الثالثة والنهائية من النشاط، بإقامة مناظرة بين الفريقين المشاركين في مناقشة قضية: "هل الإنترنت وسيلة لتعزيز التعايش أم لا؟"، بعد عدة دورات تدريبية للفريقين حول مهارات التناظر والحوار، والإعلام والتأثير.
 

تم إنجاز المرحلة الأولى من النشاط بنشر مقالين عرضا جوانب القضية المختلفة، كتبهما الحقوقي عبدالرشيد الفقيه والكاتب جمال حسن، وتم إنتاج فيلمين قصيرين عرضا الجانبين المختلفين للقضية.
في بداية الفعالية تم توزيع استبيان على الجمهور، للإجابة على سؤال: "الإنترنت هل هو وسيلة تعايش أم لا؟" وتم إعلان النتيجة التي كانت كالتالي:
70% يؤيدون فكرة الإنترنت وسيلة لتعزيز التعايش، و21% يعارضون الفكرة، فيما امتنع 9% من الجمهور عن التصويت.

 

شارك في المناظرة 6 مشاركين، كان أعضاء الفريق المؤيد لفكرة أن الإنترنت وسيلة لتعزيز التعايش:
 

- شهاب المصري: خريج اتصالات، والمدير التنفيذي لمبادرة "شيفت".
- أوس الإرياني: مؤسس "ديزاين جروب". 
- بشير سعيد: فلاح.
أما أعضاء الفريق المعارض لهذه الفكرة فكانوا:
- جمال حسن: كاتب وصحفي.
- شيماء بركات: طالبة إعلام.
- بهاء الدين عباس: خريج إدارة أعمال.

 

أعطيت خمس دقائق لكل فريق كي يدافع عن الجانب الذي يؤيده في هذه القضية.
شهاب المصري كان مع أطروحة أن الإنترنت يعزز التعايش، وهذا يتطلب في البداية أن نعرف معنى التعايش، فالتعايش تعبير يقصد به خلق جو من التفاهم بين الأفراد والشعوب.
تحدث بعدها عن مفهوم التعايش عبر التاريخ منذ بدء المجتمع البشري، وتطور وسائل التواصل بين أفراده حتى وصلت إلى الإنترنت في العصر الحديث، والذي مثل ذروة التواصل بين البشر في جميع أنحاء العالم.

 

في المقابل تحدث بهاء الدين عباس من الفريق المعارض عن التعايش الذي يعني تقبل الآخر وتقبل أفكاره ووجهة نظره وليس التواصل معه فقط، فالإنترنت قد أصبح أداة للقتل والاقتتال، وهناك الكثير من القصص الواقعية التي نراها عن حالات التكفير والتخوين وتجريم الآخر وإلصاق التهم به، ويستخدم غالباً في الشتم والإهانة والتجريح، وفعل المرء ما يحلو له دون رقابة.
 

وفي مجتمعنا هناك من يتم قتله أو الاعتداء عليه بسبب ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي.
كما أنه وسيلة غير آمنة، فلا توجد هناك وسائل حماية لمستخدمي الإنترنت، كما لا توجد ضوابط لاستخدامه، ومهما تطورت هذه الوسيلة تقنياً فسوف يظل العيب في الأيادي التي تستخدمه والتي لا يمكن السيطرة عليها.

 

كما أنه أصبح وسيلة لسرقة الحقوق الفكرية والمعلومات الشخصية، ووسيلة لتدمير الإنسان نفسياً، وسبباً في الكثير من حالات الانتحار.
بعد تحدث الفريقين عن وجهات نظرهما، تم فتح باب المداخلات للجمهور، حيث انتقد ماجد الغويدي عنوان المناقشة المختزل، فالقضية معقدة وشائكة، ولا يمكن إطلاق أحكام حدية عليها، ويحتاج فهمها إلى النظر إليها من زوايا كثيرة.

 

رياض الحمادي قال في مداخلته إن الإنترنت قد يكون وسيلة لتعزيز التعايش لكنه لا يستخدم في مجتمعنا بهذه الطريقة، فالإنترنت لا يخترع شيئاً غير موجود، إن لم يكن التعايش موجوداً في الواقع فهذا ما سيعكسه الإنترنت.
 

تم بعدها عرض فيديو قصير بعنوان "عالمي الآخر"، أعده الفريق المؤيد لفكرة التعايش عن طريق الإنترنت، تم بعدها تناول المحور الثاني في المناظرة، وهو مناقشة حجج الفريق الآخر والرد على أسئلة الجمهور.
 

تحدث بشير سعيد من الفريق المؤيد وأكد أننا عرفنا عن موضوع هذه المناظرة عن طريق الإنترنت، وهذا يعكس أهمية الإنترنت، كما عرض إحصائيات وأرقام توضح أهمية الإنترنت في حياتنا، في التواصل، والتعليم، والعمل، والأغراض الإنسانية، ونشر القضايا المختلفة على نطاق واسع، وسهولة تعبير المرأة عن رأيها في مجتمعنا المنغلق، والانفتاح الفكري، والتبادل الثقافي.
 

من الفريق المعارض ردت شيماء بركات موضحة أن التعايش ليس التواصل، فقد يكون الإنترنت وسيلة تواصل مهمة لكن التعايش يعني تقبل الآخرين.
أضافت شيماء أن النقاشات على الإنترنت تسبب تعميق المشاكل الموجودة، وخلق أخرى لم تكن موجودة، فلم يعد الغرض مجرد النقاش بل تفريغ الكبت والأحقاد الدفينة، وساعد على ذلك التخفي خلف أسماء مستعارة.

 

تم فتح باب المداخلات للجمهور حيث قال فوزي الغويدي إن الإنترنت ليس وسيلة للتعايش ففي البيت الواحد أصبحت هناك مسافة بين أفراد الأسرة الواحدة على أرض الواقع سببها الانغماس في العالم الافتراضي.
محمد عبدالفتاح قال إن المشكلة ليست في مواقع الإنترنت بقدر ما هي في العقول التي تستخدمه، فالإنترنت يعرض لك الرأي الآخر، وهذا ما يحرك الفكر ويغير الكثير من الأفكار المغلوطة والجامدة.
تم بعدها عرض فيديو قصير بعنوان "ماذا يخطر على بالك؟"، أعده الفريق المعارض لفكرة تعزيز الإنترنت للتعايش، فهو وسيلة لنشر الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تؤجج الصراعات كما يظهر في الفيلم القصير.

 

تحدث بهاء الدين عباس من الفريق المعارض رداً على حجج الفريق المؤيد متسائلاً: إن كان الإنترنت وسيلة لصنع السلام فلماذا مازالت كل هذه الكوارث تحدث حولنا؟ إن النظر إلى الواقع يكذّب فكرة أن الإنترنت له أثر إيجابي، فالكوارث الإنسانية في الحروب لا تتوقف، كما أن الإنترنت الذي أتاح للمرأة حرية التعبير كان في المقابل سبباً لانتشار ما يسمى بظاهرة التحرش الإلكتروني.
 

وهناك في بلادنا الكثير من القضايا الإنسانية تم تحويلها بسبب الإنترنت إلى قضايا سياسية ومناطقية.
وأشار إلى أن الإنترنت صنع من قبل المخابرات وهذا يجعلنا نعيد النظر في الغرض من ابتكاره.
شهاب المصري من الفريق المؤيد رد بالمقابل على حجج الفريق المعارض حيث قال إن البندقية هي وسيلة القتل وليس الإنترنت، وذكر عدداً من الذين قتلوا بسبب أفكارهم وأكد أننا لم نعرفهم ونعرف أفكارهم إلا عن طريق الإنترنت، وقد قتل الكثيرون في الماضي لأسباب مشابهة ولكن قضاياهم لم تنل نفس القدر من الشهرة قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

 

كما أن الإنترنت أصبح جزءاً أساسياً من الحياة، ووسيلة للمعرفة، ولو وجد في القرون الماضية لتجنبنا الكثير من الكوارث والحروب.
وطالب شهاب الفريق المعارض بعرض مصادر معلوماتهم، كمعلومة أن الإنترنت من صنع المخابرات.

 

في مداخلات الجمهور قال شهاب الأهدل إن الإنترنت فعلاً بدأ كمشروع عسكري، وأضاف بأن الحروب والجرائم عبر التاريخ تقوم لأسباب كثيرة ومختلفة، ولا يمكن أن نعتبر الإنترنت وسيلة قتل بسبب مواقف معدودة.
أحد الحضور قال إن من غير المنطقي المطالبة بتجاهل الإنترنت بسبب أضراره وسلبياته، فلو تم في الماضي إطفاء النار بسبب ضررها لما تطورت البشرية.

 

وشارك آخر في مداخلة وضع فيها عدة أسئلة: هل الإنترنت مصدر عيش؟ هل زاد من ثقافتنا؟ هل عزز التواصل على مستوى الواقع؟ ويترك موقفه من الإنترنت بعد الإجابة على هذه الأسئلة من قبل الفريقين.
محمد صوفان يؤكد بأن الإنترنت مصدر للبحث والاطلاع، فهو كفنان تشكيلي ما كان ليطور موهبته لولا استفادته من الإنترنت.

 

نورا العبسي ترى أن الإنترنت وسيلة لمعرفة الآراء الأخرى واستيعابها وتقبلها.
إحدى الحاضرات تؤيد التعايش عن طريق الإنترنت، و تقول إن التعايش يظهر بوضوح في الخلافات والأزمات، ولكي يحدث التعايش يجب أن ننفتح على العالم الخارجي، ونتعرف على الثقافات المختلفة وهذا ما يقوم به الإنترنت.
في الختام، قدم كل من الفريقين كلمة أخيرة ختم بها أطروحته.

 

شيماء بركات من الفريق المعارض قالت إن الإنترنت لفظ واسع جداً، ونحن هنا لنناقش فقط قضية تعزيزه للتعايش أم لا، ولفتت النظر إلى أن الانترنت ليس بديلاً للواقع ولو كان كذلك لاكتفينا بإجراء هذه المناظرة على الإنترنت وما أتينا إلى هنا.
بشير سعيد من الفريق المؤيد تحدث من واقع إحصائيات كثيرة عن حال العالم الذي سيصل إليه في غياب الإنترنت الذي يعد وسيلة تواصل وتعايش ثقافي واقتصادي وتجاري، فالكثير من ضرورات الحياة أصبحت تتم عن طريق الإنترنت.

 

جمال حسن من الفريق المعارض وضح أن أطروحة فريقه لم تكن ضد الإنترنت، أو أهميته كوسيلة تواصل، بل ضد فكرة أن الإنترنت يعزز التعايش، والرد على بعض المغالطات المنتشرة.
وفي رد للفريق المؤيد عن عدم توفر أمثلة واقعية تدعم فكرته رد أوس الإرياني بأن من السهل عد الأمثلة السلبية، أما الإيجابية فهي أكثر من أن تحصى.

 

بعد انتهاء المناظرة تم طرح الاستبيان للمرة الثانية على الجمهور: "هل يعزز الإنترنت التعايش أم لا؟" واختلفت النتيجة هذه المرة، حيث تأثر رأي الجمهور بالنقاش الذي دار، حيث ارتفعت نسبة التصويت لفكرة أن الإنترنت لا يعزز التعايش.
 

كانت نتيجة الاستبيان النهائية: 
65% مع فكرة أن الإنترنت وسيلة لتعزيز التعايش، 31% ضد هذه الفكرة، فيما امتنع 2% من الحضور عن التصويت.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات