خُطُواتٌ في رقعة شَطَرنج - مختار محرم
الاربعاء 7 يونيو 2017 الساعة 09:25
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة


في دَاخِلِي لُغزٌ وحولِي دَهْشَهْ
وهوًى أَقَامَ عَلى اغْتِرَابِي عَرشَهْ

 

ومَسَاءُ هَجرٍ مُنطَوٍ في بَلدَةٍ
كُلُّ امْرِئٍ فِيهَا يُسَاوِي قِرشَهْ

 

أَجْتَرُّ أَقدَامِي أُلَاحِقُ مَوعِدًا
لَبِسَ الفَضِيلَةَ كي يُدَارِي فُحشَه

 

سَقَطَ الحِصَانُ وغَادَرَ الفِيلُ الوغَى
كُلُّ البَيَادِقِ لا تُسَاوِي بُقْشَة

 

لا حُلمَ يَدعُوني لِإن أَحيا هُنَا
لم تَبْقَ لِي في الحَربِ إلا كَشَّة

 

مني إلَيَّ مَسَافَةٌ مَزرُوعَةٌ
بِالمُستَحيلِ وبِالدُّجَى والوحشَة

 

لِلهَمسِ ضَوضَاءٌ تُؤلبُ خَيبَتِي
فَكَأنّ في أَركَانِ صَمتِي ورْشَة

 

كُلُّ الدُرُوبِ تَقُودُنِي لِلْـ (لَامَدَى)
أَنْأَى إلَيَّ ونِصفُ خَطوِي رَعْشَة

 

فَوقَ السُّطْورِ تَثَاءَبَ الحُزنُ الذِي
ما مَلَّنِي.. وأَمالَ عنهَا رِمْشَه

 

وتَجَرّدَتْ مني القَصِيدَةُ وارتَدَتْ
صُوفَ الغَرَابَةِ.. مُذ تولّتْ عَفْشَه

 

دَيمُومَةُ النَّبضِ المُسَافِرِ في الصَّدَى
تَبدُو لِأَحلَامِ العَطَاشَى رَشَّة

قَلبِي الغَرِيقُ تَبَاعَدَتْ شُطآنُهُ
لم يَلْقَ في بِحرِ التَوحُّدِ قَشَّةْ

 

وبِكُل زَاوِيَةٍ يُدَارِي كِذبَةً
منهَا سَيحمِلُ بَعضُ صِدقِي نَعشَه

 

حَولي أَرَانِي غَيرَ أَنِّي لا أَرى
في دَاخِلي إلا الأَمانِي الهشَّة

 

أُصغِي إلَى رَجعِ النِّدَاءِ بِلَهفَةٍ
عَلَّ الصَّدَى يَأتِي بِغَيرِ ال (وشَّة)

 

ما أَرخَصَ الإنسَانَ في الوطَنِ الَّذِي
يَسمُو بِهِ ذُو جِنَّةٍ أَو عَبْشَة()

 

في ظِلِّهِ غُولٌ يُطَارِدُ خَطْوهُ
فَمَتَى سَيهجُرُه ويَنسَى دَعْشَه

 

لَو أَنَّ إبرَاهِيمَ أَدْرَكَ عَصرَنَا
كان افْتَدَى بِدِماءِ طِفلِي كَبْشَه

 

تَعسًا لِمَقبَرةٍ تَظُنُّ ظَلامَها
فجرًا ويصحُو شوقُها من (غُبْشَة)

 

في كُلِّ شِبرٍ من ماسِيهَا غَفَتْ
آثارُ جُرحٍ أَو بَقايا خَدْشَةْ

 

لم تَندَمِلْ تِلكَ الجِرَاحُ وحسبُهَا
كي تَسْتَعيدَ نَزيفَ حِبرِي نَكْشَة

 

فَمَتَى يَمَلُّ القَلبُ من تِرحَالِهِ
ويَزُورُ في أَضْغَاثِ حُلمٍ فَرْشَه

 

حَاولتُ قَتلَ الحُزنِ لم أَسْطِعْ وهَلْ
يَرضَى الكَنَارِي أَن يُقَوِّضَ عُشَّه؟!!!

6يونيه 2016م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات