
في مقهى الحرية ،
كثيرًا ما كنا نُشاطر الجُثث ذاكرتنا ،
رائحة اشتهائاتهم المنبعثة من فنجان القهوة ،
ثرثراتهم العالقة في المقاعد الخالية ،
ضحكاتهم الهاربة نحو النوافذ ،
كلماتهم البذيئة المتشرنقة داخل قناني النبيذ ،
نتحسس بأيدينا بصمتهم البيولوجية الموزعة كأرقامٍ على قطع الدومينوز المستطيلة ،
وحين تكتظ المقاعد بأجسادنا المتخمة بالهزائم ،
غير مكترثين بثرثراتهم ،
وحدها طاولة الشطرنج تُعدُ لهم مكاناً يليق بحضورهم في قلبها الرخامي ،
و تصنع من كُل جثة قطعة بيدق خشبي ،
ومع كل قطعة نردٍ نلقيها في قلب رقعة الشطرنج ،
تراقص أصابعنا المنهزمة بيادق الجُثث !
______
البيدق : قطعة الشطرنج باختلاف اشكالها تسمى بيدق .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا