ن ........والقلم
صاحبي الشاقي ... - عبد الرحمن بجاش
السبت 7 اكتوبر 2017 الساعة 11:48
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة




كنت كلما ضاقت بي اللحظه , هفا قلبي اليها  , الى  تعز حيث نغبشت روحي هناك . 
ولي في نزلتي طقوسي الخاصه , فاغادرها مدينة هنا عند الشعاشع الاولى للغبش , لحظة ان يكون الكون بكرا !!! , فانهب الطريق باحاسيسي ومشاعري , وخيال يمكنني من تصور الاشياء , حتى اذا التقيت الشمس عند راس يسلح في نفس النقطة التي رمي فيها صاحبي الاروع عبد السلام الدميني واخويه , اضع دمعة هناك واهطل نحو قاع الحق وجهران , تكون الشمس على يساري تتاهب لان تفرش الارض بضياءها , قبلها اكون قد وصلت الى صاحبي صاحب القهوة في يريم , هناك ارتشف اول فناجيني قهوة بن ممزوجه بعرق العمال الذين يتاهبون لحظتها ليوم عمل مجيد !!! . 

 

الصعود الى قمة سماره يكون على صهوة الغمام اذا كان شتاء , وعلى حصان من زنينة مطر اذا كان صيفا . 
انحدر حتى اصل الى ورشة اصحابي , في كلابه , وما ادراك ما كُلابة الآن !!! , اغسل اول لحظات اليوم بالحديث وابتسامة رفاق الطفولة من ابناء قريتي , اسلم عليهم واحدا واحدا , واواصل السير الى امام البنك اليمني حيث اعثر على صاحبي احمد الدجنه اشهر رجل مرور في تعز ايامها . 

 

تلك المرة الوحيدة عند ان عدت نهارا الى الورشه لاجد صاحبي يقف هناك متكئا الى الركن , سالته : كيف والشغل ؟ قال ضاحكا : تركت الورشه , الى اين اقو ل انا , - الى حيث يطرح السيل انفاسه , استغربت , مسك بذراعي , همس : انتظر على السائله الى ان ينتهي مرور السيل فأجد يا صاحبي حاجات يجرفها في طريقه ويوزعها في كل زاوية حيث يمر , التقطها , وانظفها , وابيعها , اشياء كثيرة يجرفها , لا تقل لاحد سري !!! . 
 

طيب وهذه الوقفه غير البريئه ؟ - تشوف البيت الابيض هناك , قلت – ايوه , - صاحبة البيت توفي زوجها , وصاحبنا يشتي يزوجنا , - قلت ضاحكا : يا صاحبي ستكون هذه السادسه , كيف ؟؟!! , تنهد طويلا كما لو ان بركانا تنفس داخله , يا صاحبي طول عمري ما حسيت حاجه رطب , حياتنا يا عُبد (( شاقي يركب شاقي )) , يا الله دارت راسي , هذا العامل البسيط في عظمته لخًص الحال بجمله , لخص حياتنا كلنا حتى الذين كابروا ويكابرون .
 

عدت حدثت صاحبي عبد الباري بما قاله عبد الله , ضحك طويلا , ونقلها الى الاستاذ . 
ذات معرض لمنتجات بيت هائل سلمت على الاستاذ عبد العزيز عبد الغني وكان رئيسا للوزراء رحمه الله , فبادرني : كيف الشقاة ؟؟ , اجبت بدون تركيز : يسلموا عليك , ودار راسي بعد ان ذهب يطوف , مالذي يقصده بالشقاة , حتى تصادف ان تواجهنا وجها لوجه من جديد , ويبدو انه لاحظ استغرابي , فهمس قريبا من اذني : شقاة عبد الباري , فضحكت وتركته , كان عبد الباري طاهر صديقي الاعز قد حدثه !!! . 

 

ثمة بشر حكماء , يدركون سر الحياة من ورشهم ومزارعهم , وسياراتهم , ودكاكينهم , واعمالهم حيث يهبون عرقهم للارض , حكمتهم تفوق اصحاب الدالات والمزعبقين , الذي تراهم في الفيسبوك ووسائل التواصل مجرد (( زبًاجين )) , يميعون القضايا الكبيره . 
 

اعود الى عبد الفتاح مورو, واقول : الزَباًجين لا يصنعون مستقبلا وكذلك هم مدمني (( الاستيلا وبيرة اسرائيل )) وخطباء الجمعه مدمني الكتب الصفراء لا يبنون دولة للقادم  , وحدهم المفكرين من يصنعوللحياة دوله . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

7 اكتوبر  2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات