في العام 2011 فتحت هذه البلاد عينيها على اجمل ما فيها ؟؟؟, على الشباب وهم دائما اصحاب المستقبل في أي بلد !! , الا الجاهلة والمتخلفة والتي لا تعير العقل ادنى التفاته !!!! .
ذلك ما حدث لاحقا , فقد احرقت ساحة الحرية بتعز , ونزل الذي نزل وما اكثر النازلين من سرقوا الفعل ايضا من ساحة التغيير , وما افظع غلطة ((المعارضة)) التي التحقت فوجدت نفسها انها عسكري يتبع مدير الناحيه !! .
في الجانب الآخر من المدينة وفي شارع خلفي كان يفتح عينيه على النور القادم من شمال غرب المدينة , كان هناك عالما موازيا , مبهرا , ضياؤه يضيئ ليلها ونهارها !!! .
من صمم مقر البيسمنت على شارع الخمسين جنوبا , كأنه كان يهيئ نفسه لتلك اللحظة التي سيتدفق اليها فيما بعد سيل من شباب يعزفون ويذهبون الى الساحة ويعودون وفي رؤوسهم الف حلم للبلد , بالموسيقى يبشرون به , بالرسمة , باللقطة , وكنت انا مأخوذا وبكل الصدق بتلك اليد التي تجيد مسك الكاميرا , وبعدستها تسجل الفعل , واصحابه , حتى احسست اسبوع وراء اسبوع انني اعود الى ايام خلت يوم ان كنا بمدرسة ناصر بتعز ننشد بسم هذا التراب والفيافي الرحاب كما ذكرني ياسين هذا الحالم بغد افضل , هو ياسين محمد سعيد من يرعى الابداع بصوت خفيض فنان , وعين لها حاسة سادسة تقيم عازفي الموسيقى بالتحديد ومنها عينيه يسقي الورود الشابة التي عطرت عام ذلك العام وما بعده موسيقى ونغم , وحلم تبخر على يد من سرقوه .
لنا الغد الموحد , لنا الصباح الاسعد , بشراك آن الموعد , يا امتي لنا الغد , قال ياسين وكنا وسط الموسيقى نتكلم خفيضين حتى لا نعجن المشهد بصوتينا : ذكرتني بما كنا ننشد , والآن سنبدأ من جديد نبعث الموسيقى ثورة جديدة .
انا ممن يؤمنون ان الموسيقى فعل ثوري , والا ما ارتبطت تحديدا بتلك الشعوب الحالمه , ارتبط الجيتار بكوبا , والناي بالمقاتل الفيتنامي , والرقص الفعل السامي بافريقيا !! .
كل خميس كانت روحي تهفوا للمكان ومكوناته , فلم انقطع , حتى قطعونا وسرقونا , ولان الشباب ثاروا بالكلمة فلم يستطيعوا مواجهة الرصاصة بالنغم , لان رعاته خذلوهم , بل سرقوا فعلهم بليل !!!.
دارت الايام على كل شيء , وتفرقت ايدي سبأ المبدعين , وتفرقت انا ...
المقر لم يعد المقر الذي كان حنونا , يلم احلامنا , احلامهم , والشباب ليس بسواد الراس , بل ان شيبة عاشوا احلى عمر الشباب يوم ان شابوا !!! .
انقطعت , لكنني ضعت , والى المقر الجديد عدت !! لماذا عدت ؟؟
هنا الوجه الآخر لعالمنا , هنا الجميع يقولون الصدق بلا مواربه , هنا ريشة تتعلم كيف ترسم , كلمة تخرج من افواه شابة جميلة الروح , فترسم العالم الحقيقي للعالم !!!.
هنا في البيسمنت تدوي الكلمة الذهب , تسمع كلاما غير الذي في الشارع , فتحلم من جديد , تحيا ذاتك مرة اخرى, وانت ترى حتى الاطفال من ياتون مع امهاتهم ويضايقونك في أي مكان بفعل طاقتهم ونشاطهم , هنا حتى بكاؤهم له معنى آخر !!! , وهنا اظل اتابع كل طفل بجانب امه على انه الغد القادم بكل حيويته .
هنا في البيسمنت اسمع الموسيقى باذن اخرى , وارى الابتسامة لها معنى آخر , هنا القى كل مرة انتصار في عيون متبتله تغني للقادم الذي يجب أن ياتي مهما طال الزمن !!! .
لله الامر من قبل ومن بعد .
28 اكتوبر 2017
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا