و بَـعْـدَ عُقودٍ - عبدالحميد الرجوي
الأحد 17 ديسمبر 2017 الساعة 13:30
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

و بَـعْـدَ عُقودٍ هـيَ الأربَـعَـة
و نِصفِ حياةٍ مَضَتْ مُوجِعَة

 

أراني هُنا أستَهِلُّ الحياةَ
كطفلٍ يُفَتِّشُ عن مُرضِعَة

 

غَريباً على وطَنِ الأنبياءِ
أُصَلّي و تُنكِرُني الصَّومَعَة

 

على قَدَمي خَارَ سَاقُ المُنَى
فما أوحَشَ الدَّرْبَ ! ما أوجَعَه !

 

أمِنْ حَمَأٍ جِئتُ ؟ أمْ أنهُ
أتَى بيَ ؟ حتى صُلِبتُ مَعَه

 

أَذِئبٌ برأسي ؟ أَمْ اْنّي الذي
جَلَبْتُ على رأسِهِ المَعْمَعَة ؟

 

تَكادُ تَذُوبُ الرؤَى في فَمي
إذا القلبُ أَدْنَى لَها مَسمَعَه

 

و عني أُفَتِّشُ بيْ إنما
بِخُفَّيْ حُنَينٍ أعُودُ مَعَه

 

تُسائِلُني الأَربَعون مَتَى ؟
و أَسأَلُها و الـ مَتَى مَشْرَعَة

 

كأن السؤالَ قَتيلٌ بِنا
و أصداؤُهُ وطنٌ وَدَّعَـه

 

بِهذي البلادِ إِلامَ الأَسَى ؟
و هذي النَوائِبُ مُستَمتِعَة ؟

 

أَلَمْ يَأنِ الدهرُ أن يَسْتَكِينَ
لِبلقيسَ دَمعٌ كَوَى مَدمَعَه ؟

 

فَمِنْ زَمَنِ البُؤسِ أَلْقَى بِنا
إلى زَمَـنٍ سَـادَنـا الإِمَّـعَـة

 

يُخَاتِلُني سَفُرُ الأُمنياتِ
و إني هُنا أُحرِقُ الأمتِعَة

 

تَعِبتُ مِن الركْضِ خَلْفَ السرابِ
و بَارَكتُ للمُشْتَهَى مَصرَعَه

 

و مُتُّ و ما زالتِ الروحُ بي
فَيارُبَّ مَـوتٍ نَسَى مَوضَعَة !

...................................

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات