
و بَـعْـدَ عُقودٍ هـيَ الأربَـعَـة
و نِصفِ حياةٍ مَضَتْ مُوجِعَة
أراني هُنا أستَهِلُّ الحياةَ
كطفلٍ يُفَتِّشُ عن مُرضِعَة
غَريباً على وطَنِ الأنبياءِ
أُصَلّي و تُنكِرُني الصَّومَعَة
على قَدَمي خَارَ سَاقُ المُنَى
فما أوحَشَ الدَّرْبَ ! ما أوجَعَه !
أمِنْ حَمَأٍ جِئتُ ؟ أمْ أنهُ
أتَى بيَ ؟ حتى صُلِبتُ مَعَه
أَذِئبٌ برأسي ؟ أَمْ اْنّي الذي
جَلَبْتُ على رأسِهِ المَعْمَعَة ؟
تَكادُ تَذُوبُ الرؤَى في فَمي
إذا القلبُ أَدْنَى لَها مَسمَعَه
و عني أُفَتِّشُ بيْ إنما
بِخُفَّيْ حُنَينٍ أعُودُ مَعَه
تُسائِلُني الأَربَعون مَتَى ؟
و أَسأَلُها و الـ مَتَى مَشْرَعَة
كأن السؤالَ قَتيلٌ بِنا
و أصداؤُهُ وطنٌ وَدَّعَـه
بِهذي البلادِ إِلامَ الأَسَى ؟
و هذي النَوائِبُ مُستَمتِعَة ؟
أَلَمْ يَأنِ الدهرُ أن يَسْتَكِينَ
لِبلقيسَ دَمعٌ كَوَى مَدمَعَه ؟
فَمِنْ زَمَنِ البُؤسِ أَلْقَى بِنا
إلى زَمَـنٍ سَـادَنـا الإِمَّـعَـة
يُخَاتِلُني سَفُرُ الأُمنياتِ
و إني هُنا أُحرِقُ الأمتِعَة
تَعِبتُ مِن الركْضِ خَلْفَ السرابِ
و بَارَكتُ للمُشْتَهَى مَصرَعَه
و مُتُّ و ما زالتِ الروحُ بي
فَيارُبَّ مَـوتٍ نَسَى مَوضَعَة !
...................................
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا