
لِأَني كُلَّما انزَلَقُوا ثَبَتُّ
على حَجَرٍ بِهاوِيَةٍ نَبَتُّ
.
تُرابي صُفرَةُ الغَسَقِ المُسَجَّى
ومائِي لِلسَّحابَةِ لا يَمُتُّ
.
وجذري ناحِتٌ في الرِّيحِ.. إِني
لِأَجلِ الرِّيحِ أَقرأُ ما نَحَتُّ
.
وغُصنِي أَوَّلُ الكلماتِ ضَربًا
على وَجهِ الظلامِ إذا انفَلَتُّ
.
وظِلِّي لا يُفارقُني.. لِأني
وَحِيدٌ, لا انفَصَلتُ، ولا اتَّحَدتُ
.
بِماءِ النَّارِ أَرسمُ وَجهَ قلبي
على ظَهرِ الهَجيرِ إِذا اتَّقَدتُ
.
إذا ثارَ الجَفَافُ عليَّ يَومًا
بَصَقتُ دَمِي عليهِ.. وما التَفَتُّ
.
وإِن شَحَّ المِدَادُ نَحَرتُ لَيلًا
يُماطِلُ بِالحَنِينِ ولا يَبُتُّ
.
بِلا جهةٍ تُشِيرُ إِلَيَّ أَعدُو
ولا قَمَرٍ يُلَوِّحُ إِن خَفُتُّ
.
ولا وَطَنٍ أُقَبِّلُ مِنهُ رَأسًا
وأَمسَحُ وَجنَتَيهِ كما وَعَدتُ
.
كثيرًا غِبتُ عَن جَسَدِي, لِأَني
أرى أني اقتَرَبتُ إِذا ابتَعَدتُ
.
كثيرًا عُدتُ مِن سَفَري وَحيدًا
أُصافِحُني.. وأعجَبُ كيفَ عُدتُ!
.
.
.
.
أنا مِن أَينَ؟! كيفَ خَرَجتُ مِني
وعُدتُ إليَّ أَسألُ أَينَ بِتُّ؟!
.
أَنا مِن أَينَ يا قَلَقِي؟! لِماذا
تُقَاطِعُنِي.. وتَسكُتُ إِنْ سَكَتُّ؟!
.
عيونُ الناسِ تَسألُ عَن بلادِي
ومِثلَكَ.. كلما سَأَلُوا بُهِتُّ!
.
لِوَاحدةٍ شَقَقتُ دُخَانَ رُوحي
فَكيفَ لِغَيرِها شَجَنِي بَغَتُّ؟!
.
ووَاحِدةً حَمَلتُ، فَكيف منها
هُروبي، وهي في الطرقاتِ سِتُّ؟!
.
أَسَاها شَهقَةٌ مَنَعَت صَدَاها
مِن الجَرَيانِ في عَضُدٍ تُفَتُّ
.
وَحيدًا صِرتُ أَجمَعُها، وأَخشَى
عليها مِن يَدَيَّ إذا انفَرَدتُ
.
وأَطلُبُها، وأُقسِمُ لَيسَ عِندي
سِواها، إِن نَطَقتُ، وإِن صَمَتُّ
.
وقَد أَبكِي.. لِتَعلَمَ حِينَ تَبكِي
بأني مِثلَما وَجَدَت وَجَدتُ
.
عليها اللهُ سَلَّمَ يَومَ غابَت
ويَومَ وُلِدتَ يا قَلَقِي.. ومِتُّ
..
..
..
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا