
في إحدى المستشفيات الحكومية حيث الإهمال والموت .. ذهبت بوليدتها للِّقاح .
جلست الأم على كرسي الانتظار الخشبي المتهالك تنتظر دورها وتراقب المشهد الدرامي من خلف ذلك الخمار الخجول بلون الحمرة بعد أن كان أسوداً ذات يوم .
سمعت النداء باسم آلاء مقبل !
فقامت الأم تحتضن الرضيعة وهي فزعة كأنها تهرع إلى الحشر ..
وحين كان المتزاحمون بفوضويتهم وأنينهم يلبون داعي الطبيب ، دهست الأم رأس إبرة ( شرنقة ) بجوار سلة نفايات ملقاة على الأرض بجانب السرير الذي يستلقي عليه الضحايا ..
لم يكن صراخ الطفلة من ألم اللقاح فقط ؛ بل كانت نظرات تلك الممرضة أشد وقعاً عليها من وخزات الإبرة .
فوضى وإبرة وصراخ وقسوة وياليتها كانت القاضية .
بعد مرور أكثر من قهر وشهر هاهي الأم في نفس المشفى والفوضى والممرضة والسرير ، لكنها ليست كدموع الطفلة ، هي دموع الكبار التي تعترف بالانهيار .
- الممرضة : بذات القسوة والنظرات ( فيروس الكبد c ) .. من نقل لك دم مصاب يا حجة ؟؟؟
الأم بتنهيدة لم تكتمل إلى اليوم تهمس : الإبرة .
عادت صوب فراشها المتآكل تجر ذيل صدمة محملةً فوق عرش المصيبة والألم ، تحمل هم الفقر والجهل والمرض ، لا تعلم من أين تبدأ مسيرة الصبر ، التفتت لرضيعتها ، ابتسمت ودمعة تتدحرج على خد ضامر مصفر ، كشفت عن حلمة ثديها، أرضعت وليدتها اللبن والموت .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا