بُقْعَةٌ فِيَّ.. اسْمُهَا الكَوْن - محمَّد المهدِّي
الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 الساعة 04:04
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة


 

 

كَمَا فَعَلَتْ بِالمَهْرَجَانِ جَمَاهِيْرُهْ 
أَضَاعَتْهُ فِعْلاً.. لَمْ تُفِدْهُ مَشَاوِيْرُهْ

سَتُوْقِظُكَ الغَابَاتُ، لا تَلْتَفِتْ لَهَا 
بِهَيْئةِ حُلْمٍ مُوْحِشَاتٌ تَعَابِيْرُهْ

سَتَعْبُرُ مِنْ نَجْوَاكَ، فِيْ غَيْرِ مَوْعِدٍ 
لِمُطْلَقِ رَمْلٍ أَطْلَقَتْكَ تَدَابِيْرُهْ

عُبُوْرًا خَفِيْفًا، حَوْلَكَ الطَّيْرُ، إِرْثُهُ 
سَنَابِلُ جَمْرٍ، مِنْ نُحَاسٍ مَنَاقِيْرُهْ

إِلَى عِبْرَةٍ تَعْنِيْكَ.. يَعْنِيْكَ شَارِعٌ 
وَحَمَّالُ رِيْحٍ حَاصَرَتْكَ دَيَاجِيْرُهْ

مِنْ البُعْدِ مَا يَقْسُوْ عَلَى البُعْدِ.. كُلَّمَا 
دَنَى أَمَلُ البُشْرَى تَهَاوَتْ تَبَاشِيْرُهْ

كَوَاقِعِكَ المَاشِيْ عَلَى فَوْضَوِيَّةٍ 
صَبَاحَ صَنَعْتُ الفُلْكَ، فَارَتْ تَنَانِيْرُهْ

عَلَى ذِمَّةِ التَّارِيْخِ لا عَابِرٌ نَجَا 
وَإِنْ دَافَعَتْ عَنْهُ -كَثِيْرًا- أَسَاطِيْرُهْ

تَأَخَّرْتَ فَجْرًا أَوْ تَقَدَّمْتَ.. وَاقِعٌ 
جَحِيْمٌ.. لِحَاهُ بُوْيِعَتْ أَوْ زَنَانِيْرُهْ

مَكَانكَ لا تَبْرَحْهُ مَهْمَا يَكُنُ، وَإِنْ 
أَحَاطَكَ جُوْعٌ مِنْ شِتَاءٍ مَقَادِيْرُهْ

مَكَانكَ فِيْ بَيْتٍ صَغِيْرٍ، وَقَرْيَةٍ 
هَوَاهَا حَمِيْمَاتُ الحَنَايَا أَعَاصِيْرُهْ

فَقَلْبُكَ، أَمَّا قَبْلُ، عُشُّ سَكِيْنَةٍ 
وَرَأْسُكَ، أَمَّا بَعْدُ، طَارَتْ عَصَافِيْرُهْ

فَأَمَّا عَلَى قَلْبِيْ وَرَأْسِيْ فَلا تَخَفْ 
أَنَا حَيْثُ لا تُؤذِيْ الكِتَابَ تَفَاسِيْرُهْ

أُدَافِعُ عَنْ زَيْتُوْنَةٍ فِيْ جَوَانِحِيْ 
بِصُوْرَةِ مِصْبَاحٍ مَجَازِيْ تَصَاوِيْرُهْ

وَعَنْ بُقْعَةٍ فِيَّ -اسْمُهَا الكَوْنُ- بِالَّذِيْ 
قَوَانِيْنُهُ مِنْ نُقْطَتِيْ وَدَسَاتِيْرُهْ

يُنَاسِبُنِيْ فِيْ ظَاهِرِ الأَمْرِ بَاطِنٌ 
تُلَوِّحُ مِنْ أَقْصَى البَعِيْدِ أَسَارِيْرُهْ

يَقُوْلُوْنَ: (جَاءَ الرَّبُّ).. إِنْ صَحَّ قَوْلُهُمْ 
فـ(سِيْنَاؤهُ) كَفِّيْ، وَعَيْنَايَ (سَاعِيْرُهْ)

(وَفَارَانُهُ) العَالِيْ جَبِيْنِيْ كَمَا تَرَى 
وَمَا هَذِهِ الأَفْكَارُ إِلاَّ مَعَايِيْرُهْ

إِذَنْ حَرِّضِ الوَادِيْ عَلَى الفِيْزِيَاءِ فِيْ 
دَلالاتِهِ.. قَدْ أَوْجَعَتْهُ بَوَاكِيْرُهْ

وَحَرِّضْ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْنَاهُ.. وَالضُّحَى 
عَلَى بَلَدٍ كُلُّ العَشَايَا طَوَابِيْرُهْ

وَلا تُلْقِ عُذْرًا لِلْمَنَافِيْ، سَتَلْتَقِيْ 
بِشَعْبٍ، مَدَى الآمَالِ تُلْقَى مَعَاذِيْرُهْ

____________ـ 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات