كـــــــلُّ عـــــــامٍ وأهــــلـــهُ مـــنـــهُ أتـــفـــه
كــســريـرٍ لــلـعـهـرِ مـــــن غــيــرِ غُــرفـــه

كــــــلُّ عـــــامٍ والـــحــالُ أنـــجــسُ مـــمَّــا
كــان حـتـى يـعـودُ فــي الـثـوبِ نـطـفَـه

كــــلُّ عــــامٍ والــحــربُ تــزنــي بـبـعـضٍ
مـــــــن أرادَ الأمـــــــامَ جــــهَّـــزَ خـــلــفَــه

****

كـــلُّ عـــامٍ ، أسـرجـتُ لـيـلي حـشـيشاً
عـــلَّ ألـقـى مــن يــمِّ مــا عـشـت ضِـفَّـه

كــــــــــان لــــلـــقـــاتِ كـــالـــرفـــاقِِ رؤوسٌ
دون جدوى وكان في القلبِ ((نَقْفَه))

دون شَـــعــر مــــا زلــــتُ انــتــفُ دقــنــي
قـــاتـــلاً دولــتــيــن فـــــي كـــــلِّ نــتــفَـه

بــانــيــاً خــيـبـتـي ضــريــحـاً ضــريــحـاً
داخــــــــلاً نــــزوتـــي بـــــــلا أيّ كـــلــفَــه

ومـــطــلاً عـــلــى الــتــواريـخِ والأســــرارِ
ســيــجـارتـي عـــلـــى الـــكـــونِ شـــرفَـــه

****

قـبَّـلـتـنـي فــــي الــحـلـمِ بــعــضُ أمــــانٍ
قــمــتُ فــــي دفــتـري لـمـيـسونَ شـِـفّـه

وقـمـيـصـي مــــن قـَـلـبـهِ قــــدّ والــبـابُ
انــــتــــظـــارٌ والـــمـــزهــريــاتُ لــــهـــفَـــه

والـــثــوانــي مـــزخــرافــاتُ الــحــواشــي
والـــشــذى طـــــافََ بــالـمـكـانِ وحـــفَّــه

والأغــــانـــي كـــأنــَّهــا مــــــن شــجــونــي
تــتــهــجــَّا والــــبـــوحُ يـــــــزدادُ خِــــفـَّــه

وأهــــــازيــجُ ((فـــــجــــرِ يـــــومٍ صــبــيٍ))
وكـــــــــأنَّ الـــــزمــــانَ لـــلـــضــوءِ زفَّــــــــه

رجَــــــحَ الـــحــبُّ لـــــم تــــعــدْ كَــفَّــتَـاهُ
صــــــارَ بــالــوصــلِ والـمـلـيـحـةِ كـــفَّــه

وكــــأنـــي عــــلـــى بــــســـاطِ ســلــمــيـانَ
بــــعـــد بــغــلـيـن يــمــشـيـان بــدهــفـــه

****

مـــــا بـــرأســي يــهــتـزُّ شـــرقــاً وغـــربــاً
أيُّ جــــســـمٍ مــقــابــلـي؟ أيُّ وقــــفـَــه ؟

أنـــــت مـــــن؟ إنّهُ ((المُقَوِّتُ)) قد جــاءَ
يـُقــــــاضــــي ما بــــاعَ بالأمـــسِ سُـــلـفَه

كــــنــــتُ لــــمــَّــا أزلْ عــــلـــى إتـــكــائــي
مــــنـــذ كــــــأسٍ ودمــعــتـيـنِ وطـــرفَـــه

مـــا يــزالُ الـرصـيفُ يـرعـفُ والــــضَّــبعُ
يــــجـــرُّ الـــمــكــانَ كـــالــريــمِ خـــلــفَــه

والـــلــيــالــي تــــمــــرُّ تــــلــــوَ الــلــيــالــي
دون صـــبـــحٍ وعُــكــفَـةٌ تـــلــوَ عـُـكْــفَـه

والــهــلامــيُّ يــلــبــسُ الـــزهـــدَ شـــكــلاً
ووراء الــــمـــمـــاتِ يـــســـتـــرُ ضـــعـــفَـــه

هـــامـــســاً لــلجــمـيـعِ بـــالـــســرِّ ، كــــــلٌّ
يـضـحكُ: الـسـرُّ لــي ، ويـحـذرُ كــشـفَــه

يـــتـــدارى ويــحــسـبُ الــكــهـفَ ســـتــراً
أصــبــحَ الــكـهـفُ كـالـخـنـادقِ حِــرفَــه

****

كـــــلُّ عـــــامٍ وكـــــلُّ أيـــلــولَ والــجــرحُ
عـــلـــى الـتـضـحـيـاتِ يــســكـبُ نـــزفَــه

((ربَّــمــا احــسـنـوا الــبـدايـاتِ لــكـن))
خــلَّـفـوا فــــي طـريـقـهـم شــــرَّ خِـلـْفَـه

غـــــرزوا رايـــــةً عـــلــى ســـطــحِِ قـــــشٍٍّ
فــــأتــــى عــــاصــــفٌ اشــــــــدّ وأســــفـــه

إيـــهِ ((يــا مــــارداً))جـلـبـنـاهُ واسـتُـعـبِـدَ
مـــنـــهــم بــعــجــزنــا نــــحـــن صــــرفـــه

كـــــــلُّ عـــــــامٍ ولــلــنــجـومِ احـــتــفــالٌ
ولـــــنــــا قــــفــــزةٌ تــــحــــاول قـــطـــفَــه

غــــيـــر أنَّ الــقــصـيـرَ يــعــجــزُ عــنــهــا
فــيــســمِـي عـــروســـهُ الــبــكــرَ عِـــفــَّـه

كــــلُّ عــــامٍ ومــتـحـفُ الــعـمـر يــــزدادُ
اتـــســـاعــاً لــــكــــي يـــقـــابــلَ تـــحــفَــه

كـــــلُّ عـــــامٍ والــشـعـبُ هــــذا مــريــضٌ
لا تــــعـــافـــى ولا تــــقـــبــَّـل حـــتـــفـَــه

فـاعـذريـنـا يــــا شــعـلـةَ الــحـلـمِ كـــان
الــجــيــلُ اذ جــئــتــهِ يــنــظِّـفُ أنـــفَــه

كــــــلُّ أيـــلـــولَ حــفــلــةٌ كــمـحـيـطِ الـ
ـمــلــحِ والــحــزنُ لــيـس تـرضيـهِ رشــفَـه

كـــــلُّ أيـــلــولَ والـــــردى فــيــك يــلـقـي
مــــن أســــاهُ مــــا لــســتَ تــقــدرُ لــقـفَـه
......