
هو شاعرٌ
كفراشةِ الأنهارِ
تنثر عطرها بين الزهورْ
كالغيمِ فوق مباسمِ الأعشابِ
يعبقُ بالشعور ْ
وهبتهُ أسرارُ الطبيعةِ روحَها
ومضى يشقُّ الليلَ في معراجهِ ..
بسفينةٍ من نورْ
ويموج ما بين البحور
وينام ملءَ جفونهِ بين السطور .
*
هو شاعرٌ في قلبهِ
عشُّ الحياةِ الضَّاحكِ الغنَّام
متدفِّقٌ كالماءِ ..
في أعصابهِ تيَّارُ نيرانِ الغرام .
*
بكتِ النوافذُ
يومَ أنْ أخفى على بابِ المطارِ دموعهُ
والشمسُ في لهبِ الشتاء كوردةٍ حمراءْ
كانت تغازلُهُ فتاةٌ من بعيدْ
ثم عضّتْ شفتيْهْ
وسرى الدِّفءُ إليهْ
لكنَّها ...
يا للشَّقاء !
لكنها ارتحلتْ
وظلَّ هناك مرتعداً وحيدْ .
*
من قبلُ
لم تكنِ المحاجرُ غيمةً سوْداءْ
هَا تُمطرُ الأوراقَ وحْلاً
والطريقَ إلى المنافي جملةً بكماءْ .
*
من قبلُ لم تكنِ المحاجرُ قارباً
في ليلةٍ عمياءْ
من قبلُ ..
كانت غيمةً - ياسيدي - خضراءْ
يتزاوجُ العشّاقُ عند ضفافها
وحمامةٌ بيضاءْ
وحمامةٌ - يا سيدي - بيضاءْ
تنداحُ في أهدابها الأمواجُ والأحياءُ والأصداءْ .
*
يا سيدي !
ولدتك هذي الأرضُ مغترباً
تحاول فيك أن تجد الطريقَ إلى السماءْ
حيث النجومُ بلا سفرْ
تقتاتُ أنخابَ الشجرْ .
فلْتحتفلْ بكَ أنتَ وحدكْ
لا تبتأسْ !
اُتركْ سلاطين القبيلةْ
لم يعد يقرع طبلٌ
لم تعد تذبح شاةٌ
لم يعد يجتمع الناسُ كما كانوا قديماً
عندما يولد شاعر .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا