
كُنْتُ انْشَغَلْتُ عَن التُّرَابِ بِنُزْهَةٍ
فِيْ المَاءِ، يَحْرسُهَا الهَوَاءُ البَارِدُ
فَلْيَنْتَظِرْنِيْ الصَّيْفُ خَلْفَ حَدِيْقَةٍ
أَحْدَاقُهَا عَنْ بَعْضِهَا تَتَبَاعَدُ
وَلْيَنْتَظِرْنِيْ الصَّمْتُ خَلْفَ غَمَامَةٍ
مَغْمُوْمَةٍ، فَأَسَى القُلُوْبِ شَوَارِدُ
فِيْ اللَّيْلِ يَشْغَلُنِيْ الحَنِيْنِ وَمَسْجِدٌ
مِحْرَابُهُ كَإِمَامِهِ مُتَقَاعِدُ
وَأَنَا عَلَى ثِقَةٍ بِدَمْعَةِ مَوْعِدٍ
مِصْبَاحُهَا بِضُحَى المَسَرَّةِ وَاعِدُ
فَتَجَمَّعُوْا حَوْلَ البُكَاءِ كَصِبْيَةٍ
حَوْلَ الطَّعَامِ تَشَاكَسُوْا وَتَعَانَدُوْا
وَتَقَاسَمُوْا نَفْسَ المَكَانِ.. تَقَاسَمُوْا
أَنْفَاسَهُ.. فِيْ اللاَّمَكَانِ تَوَاجَدُوْا
لَنْ تَمْلأ اللُّغَةُ الإِنَاءَ، وَلَنْ يَرَى
مَاءَ الكِنَايَاتِ الكَلامُ الجَامِدُ
حُمَّى المُخَيِّلَةِ انْكِسَارُ بَصِيْرَةٍ
وَالمُبْصِرُوْنَ إِلَى البَيَاضِ تَوَافَدُوْا
حَاصَرْتُهُمْ بِالغَيْبِ، لَمْ يَتَسَاءَلُوْا
أَوْقَدتُ فِيْ الرُّؤيَا اليَقِيْنَ فَشَاهَدُوْا
وَإلَى هُنَا وَكَفَى، فَيَضْحَكُ شَاعِرٌ
وَإلَى هُنَا وَكَفَى، فَيَبْكِيْ زَاهِدُ
لا تَشْغَلُوْنِيْ بِالتُّرَابِ فَإِنَّنِيْ
لا ذَاهِبٌ بِسَحَابَتِيْ لا عَائِدُ
١٤-٣-٢٠١٦م
___________ـ
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا