بَعدَ مَرَاسِيمِ الانتِكَاس - محمَّد المهدِّي
الجمعة 21 يونيو 2019 الساعة 10:09
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

مَوَاعِيدُ مَنفَاكَ، لا تُنسِهَا 
طُقُوسًا تُحَدِّقُ فِيْ طَقسِهَا

مَرَاسِيمُ دَفنِ الغَرِيبِ انتَهَتْ 
تَخَلَّصَتِ الأَرضُ مِنْ عُرسِهَا

وَدَائرَةً لَمْ تَزَلْ لِلوَصَايَا 
تَحُثُّ البَرَايَا عَلَى عَكسِهَا

هَنِيئًا 
لِعَاطِفَةِ الغَيبِ، 
تَحنُوْ عَلَى الرَّمْلِ، 
يَحظَى عَلَى لَمسِهَا

هَنِيئًا 
لِذَاكِرَةِ الكَائنَاتِ، 
تَعُودُ إِلَى المَهدِ 
مِنْ رَمْسِهَا

هَنِيئًا 
لأَزمِنَةٍ، 
أَلزَمَتنِيْ 
عَلَى الإِستِفَادَةِ 
مِنْ دَرسِهَا

هَنِيئًا 
لِرُوحِ السَّلامِ، 
يُصَلِّيْ إِلَى دَفِء حِسِّيْ، 
هَوَى حِسِّهَا

هَنِيئًا 
لأَسئلَةٍ 
تَقرَأُ الكَفَّ 
خَمسًا تُجِيبُ 
عَلَى خَمسِهَا

هَنِيئًا 
لإشرَاقَةٍ فِيْ الضُّلُوعِ، 
شُمُوسُ النُّبُوءاتِ 
مِنْ شَمسِهَا

هَنِيئًا 
لِعَافِيَةِ العَبقَرِيَّةِ، 
سِرُّ الحَيَاتَينِ 
فِيْ حَدسِهَا

هَنِيئًا 
لِذَاتٍ تَضُمُّ الحَنِينَ إِلَيهَا، 
وَتَعلُوْ عَلَى بَأسِهَا

هَنِيئًا 
لِنَجوَى الحَمِيمِينَ، 
تُنجِيْ بَعِيدَ الصَّدَى 
مُقلَتَا هَمسِهَا

هَنِيئًا 
لِصَفصَافَةٍ 
فِيْ المَجَازِ، 
رُؤى كُلِّ آتٍ 
لَدَى أَمسِهَا

هَنِيئًا 
لأُمنِيَةٍ 
لَمْ تُحَرِّضْ 
مَلامِحَ جُوعِيْ 
عَلَى طَمسِهَا

هَنِيئًا 
لِمَنْ يَحرسُونَ الأَمَانِيْ، 
وَلا يُجْمِعُونَ 
عَلَى كَنسِهَا

هَنِيئًا 
لِحِكمَةِ زَيتُونَةٍ، 
تُكَافِئُ قَلبِيْ 
عَلَى غَرسِهَا

هَنِيئًا 
لأُغنِيَةٍ فِيْ الحُقُولِ، 
تُطِلُّ الفَرَادِيسُ مِنْ هَجسِهَا

هَنِيئًا 
لِنَفسِ الفَقِيرِ القَنُوعِ، 
رَأتْ مَالِكَ المُلكِ 
فِيْ نَفسِهَا

هَنِيئًا 
لِقَافِلَةِ الصَّبرِ حَالاً، 
أَلَذُّ المَسَرَّاتِ 
فِيْ كَأسِهَا

هَنِيئًا 
لِمَنْ عَينُ أَنفَاسِهِ 
تَنَامُ وَتَصحُوْ 
بِلا يَأسِهَا

هَنِيئًا 
لِمَنْ عَاشَ أَيَّامَهُ، 
بَعِيدَ المُهِمَّاتِ 
عَنِ نَحسِهَا

هَنِيئًا.. 
هَنِيئًا لِمَنْ مَاتَ 
قَبلَ انتِكَاسِ البِلادِ عَلَى رَأسِهَا

___________ـ 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات