
بِحَرْفٍ حُزْنُهُ سُحُبٌ ثِقَالُ
وحُزنٍ صَمْتُهُ غُصَصٌ طِوَالُ
وصَمتٍ يَبْلَعُ الكَلِمَاتِ كَيْمَا
تُدَارَى, وهي أتفَهُ مَا يُقَالُ
وأرضٍ كُلَّمَا وَقَفَت رَمَاهَا
قَريبٌ، أو تَأَبَّطَهَا احتِلالُ
وشَعبٍ يَجتَدِي الغُرَبَاءَ خُبزًا
وتَحتَ نِعَالِهِ غَازٌ مُسَالُ
بِهِم، وهُمُ الذينَ يَقُولُ قَلبي
إذا ما ضَمَّهُمْ: دائِي عُضَالُ
وبي.. وأنا الذي أحيَا كَأنِّي..
كَأنِّي.. ليس يُسعفني المِثَالُ
.
.
بِمَاءِ النَّارِ -لا بالحِبْرِ- رُوحِي
تَلَظَّتْ أيُّهَا الوَطَنُ المُحَالُ
هُنَا بَيتِي وبَيتُ أبي وجَدِّي
أَيُنكرني؟! ويَحتَدِمُ الجِدَالُ
ويَنشُبُ بَينَنَا حِقدٌ قَدِيمٌ
لَهُ فِي كُلِّ زَوبَعَةٍ عِقالُ
وتُرْتَجَلُ المَعَارِكُ وهيَ كانت
وما بَرِحَت يُحَرِّكُهَا الرِّيَالُ
كَأنَّ الحُلْمَ أَوَّلُهُ وُعُودٌ
وآخِرُهُ اتِّجارٌ وانفِصالُ
.
.
أَلِيْ يا مَوطِنِي وَطَنٌ؟ فَيَبْكِي..
وأشْقَى مِن إِجَابَتِهِ السُّؤالُ
يُحَاوِلُ أنْ نَكُونَ مَعًا كِرَامًا
ولكنْ لا يُتَاحُ لَهُ المَجَالُ
يُصَبِّحُهُ نِظَامٌ فَوضَوِيٌّ
يُمَسِّيهِ اختِطَافٌ واغتِيَالُ
شِمَالِيُّونَ نَحنُ بلا جَنُوبٍ
جَنُوبيُّونَ ضَيَّعَنَا الشِّمَالُ
لِمَاذا نَحنُ أَوَّلُ مَن يُعادَى
وآخِرُ مَن تُمَدُّ لهُ الحِبَالُ؟
لِمَاذا نَستَقِي وَحلًا وطِينًا
وخَلفَ جِرَاحِنَا مَاءٌ زُلالُ؟
لِمَاذا يُزْرَعُ الشَّيطانُ فِينا
وبِاسمِ اللهِ يحصدُنَا القِتَالُ؟
لِمَاذا نَحنُ لِلنَّعَرَاتِ زَيتٌ
وسَقفٌ هابِطٌ ودَمٌ حَلَالُ؟
لِمَاذا نَحنُ يا وَطَنِي.. ونَبكِي
بُكَاءَ اللَّيثِ تَحكُمُهُ البِغَالُ
طُعُونُ الغَدرِ تُؤلِمُنَا وتُدمِي
جَوَارِحَنَا، ولكنَّا جِبَالُ
صَهٍ يا يَأسُ.. إنَّ لَنَا طُمُوحًا
سَنَبْلُغُهُ وإنْ طالَ المِطَالُ
صَهٍ يا لَيلُ لا تَكذِبْ عَلَينَا
فَإنَّ الفَجرَ أَوَّلُهُ هِلالُ
وإنَّ الحُلْمَ رُغمَ اليَأسِ دَهرٌ
لِيَومٍ مِنهُ تُدَّخَرُ الرِّجَالُ
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا