قصيدة - محمَّد المهدِّي
الخميس 10 اكتوبر 2019 الساعة 07:38
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ: استَنطِقِ السُّبُلا
وَفِيْ يَدِ الوَقتِ خَبِّئْ حُزنَكَ الرَّجُلا

وَكُحَّ فِيْ وَجهِ تُجَّارِ الخَرَابِ، وَلا
تَخشَ البُكَاءَ -عَلَى البُلدَانِ- وَالطَّلَلا

وَزَوِّجِ اللَّيلَ بِالزَّيتُونِ،
مُختَصِرًا دَهرًا يَتِيمًا،
بِسِربِ المُنتَهَى كَفِلا

وَاضرِبْ لَهُمْ مَثَلاً
وَاضرِبْ لَهُمْ مَثَلاً
وَاضرِبْ لَهُمْ مَثَلاً
وَاضرِبْ لَهُمْ مَثَلا

تَنهِيدَةٌ لا تَحُكُّ البَرقَ
مُقعَدَةٌ
وَخَافِقٌ لا يُضِيءُ الأُفْقَ
لَنْ يَصِلا

وَأَعيُنٌ مِنْ نُحَاسٍ لا تُصَاحِبُهَا أَجرَاسُ مَاءٍ..
سَتَبقَى تُطفِئُ الأَمَلا

وَعِيدُ مِيلادِ عُشبٍ فَوقَ مَقبَرَةٍ
قِندِيلُ حُزنٍ قَدِيمٍ بِالنَّدَى اشتَعَلا

وَاضرِبْ لَهُمْ مَثَلاً
فِيْ كُلِّ ثَانِيَةٍ
أَطعَمتَهَا أَبَدًا،
أَسقَيتَهَا أَزَلا

أَنْ يَنطِق المَاءُ،
يَعنِيْ أَنَّ سُنبُلَةً
تُؤبجِدُ الرِّيحَ وَالصَّحرَاءَ وَالإِبِلا

نَبِّئْ لُغَاتِ التُّرَابِيِّينَ أَنَّ لِسَانَ الحَالِ
يَمتَحِنُ الأَديَانَ وَالرُّسُلا

وَأَنَّ سَبتًا عَقِيمًا،
حَولَ عَانَتِهِ فَوضَى عُصُورٍ،
تُثِيرُ البَرزَخَ الثَّمِلا

وَتَحتَ كُلِّ حَصَاةٍ لَمْ تَزَلْ أُمَمٌ
تَخُوضُ نَشأَتَهَا الأُولَى لِتَكتَمِلا

نَبِّئْ لُغَاتِ التُّرَابِيِّينَ
أَنَّ مَجَازًا لِلهَوَائِيِّ:
طَارَ الكَونُ مُنذَهِلا

وَحَطَّ مُنذَهِلاً بِالكَائنَاتِ
عَلَى غُصنٍ مِنَ الغَيبِ،
يَحمِيْ سِرَّهُ أَجَلا

يُبدِيْ لِنَجوَاكَ
مُوسِيقَى سَكِينَتِهِ
وَلا يُشِيرُ إِلَى مَا يَبعَثُ الوَجَلا

هَيَّا اختَصِرْ سِيرَةَ الأَيَّامِ
كَامِلَةَ الكِتَابِ،
فِيْ جُملَةٍ
لا تُشبِهُ
الجُمَلا

لا يُوجِعُ اللَّوحَ إِلاَّ طَرحُ أَسئلَةٍ..
مُستَقبَلاً لا تُلَوِّحْ لِلَّذِيْ سَأَلا

مُستَقبَلاً..
وَدَنَى مِيعَادُ مَولِدِهمْ
ضَعْ بَينَ قَوسَينِ (..)
قَالَ الوَضعُ أَوْ فَعَلا

سَيُولَدُونَ بَعِيدًا عَنْ مُعَادَلَةِ المَعنَى
يَمُوتُونَ فِيْ حُسبَانِهمْ جَدَلا

لا تَتَّفِقْ مَعَهُمْ، لا تَختَلِفْ مَعَهُمْ..
كَيْ لا تَكُون جَبَانًا، لا تَكُنْ بَطَلا

خُلاصَةُ الحِكمَةِ: الإِنسَانُ..
مَوقِفُهُ: خُلِقتُ حُرًّا..
سَأَمشِيْ فِيْ الحَيَاةِ ”دَلا“

مِنْ سَابِعِ المُستَحِيلاتِ
الوُقُوفُ إِلَى صَفِّ الجَحِيمِ،
وَلَوْ صَارَ المَدَى هُبَلا

خُلاصَةُ الحِكمَةِ: الإِنسَانُ عَاطِفَةٌ..
كَمْ جُنَّ فِيْ حَالِهِ قَلبِيْ وَكَمْ عَقَلا!!

لا أَمدَحُ السِّلْمَ، لا أَهجُوْ الحُرُوبَ، وَلا
أَشرِيْ المَنَافِيْ، وَلا أَستَأجِرُ الدُّوَلا

لا أَكرَهُ المَوتَ، لا أَهوَى الحَيَاةَ، وَلا
أَمحُوْ الحَيَاتَينِ.. أُلقِيْ النَّصَّ مُكتَمِلا

___________ـ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات