
غَدًا أُلاقِيكَ كَي أَنسَاكَ بَعدَ غَدِ
وَلا أُفَكِّرُ بِالذِّكرَى إِلَى الأَبَدِ
غَدًا أُعَطِّلُ قَلبِيْ مِن جَوَارِحِهِ
لِكَي أُحَرِّرَ أَحدَاقِيْ مِنَ السَّهَدِ
تَرَكتَنِيْ مَرَّةً فِيْ الرِّيحِ مُعتَكِفًا
عَلَى الحَصَى، أَجلِدُ الصَّحرَاءَ بِالبَرَدِ
وَمَا عَرَفتَ بِأَنَّ الغَيمَ يَشرَبُنِيْ
مِن مُقلَتَيَّ، وَجَمرُ الحُزنِ فِي كَبِدِيْ
خَلفَ الكَلامِ كَلامٌ لا يُحِيطُ بِهِ
مُسَافِرٌ فِيْ لُغَاتِ الرُّوحِ وَالجَسَدِ
غَدًا أُخَبِّئُ أَسمَائِيْ وَبَعدَ غَدٍ
أُبدِيْ المُسَمَّى وَأُبدِيْ وَجهَ مُعتَقَدِيْ
وَلا أَقُولُ لأَهلِ الأَرضِ: كَانَ مَعِيْ
حَانُوتُ غَيبٍ كَثِيرِ الحَرفِ وَالعَدَدِ
وَلا أَخُطُّ بِكَفِّ الطِّينِ أَسئلَةً
عَنِ المَسَرَّاتِ، وَالأَسرَارُ مِلء يَدِيْ
وَفِيْ ضُلُوعِيْ مِنَ النَّجوَى مَلائكَةٌ
تُنجِيْ الَّذِينَ أَضَاعُوا حِكمَةَ الرَّشَدِ
وَتُوجِدُ السَّبَبَ المُلقَى عَلَى عَدَمٍ
حَتَّى وَإِن قَالَتِ الأَشيَاءُ: لَمْ أَجِدِ
غَدًا أُكَاشِفُ مَن غَابُوا وَمَن حَضَرُوا
أَنَّ الحَقِيقَةَ لَمْ تَظهَر عَلَى أَحَدِ
وَأَنَّ سِفرَ الحَيَاتَينِ استَقَرَّ هُنَا
حَيثُ الخُلُودُ يُطِلُّ الآنَ مِن خَلَدِيْ
وَأَنَّ مَا كَانَ مِن سِرٍّ وَمِن عَلَنٍ
أَقَلُّ مَا أَمنَحُ الأَروَاحَ مِن مَدَدِ
عَبرَ العُصُورِ وَحَرفُ العَطفِ عَاطِفَتِيْ
وَالمَشهَدُ العَامُ، فِيْ هَذَا المَدَى، وَلَدِيْ
مَاذَا سَتَفعَلُهُ الأَحدَاثُ فِيْ زَمَنِيْ!!
تَزَامَنَ القَمحُ حَاليًّا مَع الزَّبَدِ
وَمَا الَّذِيْ سَيُبَاعُ الآنَ فِيْ بَلَدٍ
جَنَازَةٍ.. لَيسَ إِلاَّ هَيكَلُ البَلَدِ
مَنِ اشتَرَى نَفسَهُ بِالأَمسِ مِن ”نُقُمٍ“
قَد بَاعَهَا اليوَمَ بِالمَجَّانِ فِيْ ”العَنَدِ“
وَمَن تَصَدَّقَ بِالدُّنيَا وَزِينَتِهَا
لِلمَلحَمِيِّينَ، لا يَخشَى مِنَ الأَمَدِ
عَاشَ الحَيَاةَ جَمِيعًا غَيرَ نَاقِصَةٍ
وَنَالَ أَجرَ شَهِيدٍ مَاتَ فِيْ أُحُدِ
2019-3-1م
____________ـ
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا