يَا بَقَايَا الطَّعَامِ فِيْ كُلِّ دَارِ 
حَولَكَ المُتخَمُونَ.. 
حَولِيْ صِغَارِيْ 
لَيتَهُمْ يَأكُلُونَنِيْ كَيْ يَنَامُوا 
فَاصطِبَارِيْ يَفُوقُ كُلَّ اصطِبَارِ  
أنَا فِيْ مَوطِنِيْ غَرِيبٌ.. 
وُجُودِيْ يَمَنِيٌّ، 
مَا جِئتُ مَنْ قَندَهَارِ 
أَشتَهِيْ 
أَنْ أَعِيشَ 
عَيشًا كَرِيمًا..
شَظَفُ العَيشِ 
وَاقِفٌ فِيْ مَسَارِيْ 
كَسَرَتْ ظَهرَ قَامَتِيْ كِسرَةُ الخُبزِ 
فَيَا أُمنِيَاتُ: 
رُدِّيْ اعتِبَارِيْ 
مَاءُ وَجهِ العَزِيزِ قَد صَارَ فَحمًا 
أَيُّ عِزٍّ لَهُ 
وَأَيُّ افتِخَارِ!! 
.
.
يَا بَقَايَا الطَّعَامِ: بَيتِيْ هُنَا 
هَل تَستَطِيعُ الحُضُورَ؟!. 
- كُلُّ اعتِذَارِيْ. 
أَنتَ فِيْ عَالَمٍ بِغَيرِ شُعُورٍ 
يَقرَأُ الشِّعرَ مِنْ وَرَاءَ جِدَارِ 
لا يَعِيْ مَا تَقُولُ حِينًا،  
وَحِينًا يَحتَمِيْ بِالتَّجَاهُلِ الاختِيَارِيْ 
.
.
يَا بَقَايَا الطَّعَامِ: 
شُكرًا جَزِيلاً 
لِلفَرَاغَاتِ 
صَانِعَاتِ 
القَرَارِ 
وَلِمَنْ يَسمَعُونَنِيْ 
مِنْ بَعِيدٍ أَوْ قَرِيبٍ، 
وَلَمْ يَفُكُّوا حِصَارِيْ 
وَلِمَنْ يَأكُلُونَ قُوتَ البَرَايَا 
بِاسمِ صُبحِ الرَّدَى 
وَلَيلِ الدَّمَارِ 
ثُمَّ شُكرًا 
لِلأَصدِقَاءِ 
الحَمِيمِينَ 
وَهُمْ يَشرَبُونَ 
نَخبَ انكِسَارِيْ 
وَلِمَوتَى مُشَرَّدِينَ أَحَسُّوا بِيَ 
إِحسَاسَ مُمعِنٍ فِيْ الغُبَارِ 
.
.
يَا بَقَايَا الطَّعَامِ: 
مَا ضَرَّهُم لَوْ عَرَفُوا 
كَيفَ يَمنَعُونَ اضطِرَارَيْ! 
رَأسُ مَالِيْ 
كُوخٌ صَغِيرٌ 
وَفَقرٌ مُدقِعٌ.. 
مَلَّنِيْ كَثِيرُ افتِقَارِيْ 
رَأسُ مَالِيْ -يَا كُلَّ رَأسٍ كَبِيرٍ- مُوجِعَاتٌ.. 
لَستُمْ إِذَنْ بِالكِبَارِ 
رَأسُ مَالِيْ صَبرُ الكِرَامِ، 
وَقَهرٌ، 
وَدَمٌ ثَائرٌ، 
وَحِسُّ انتِحَارِيْ 
أَيُّهَا الهَولُ: دَعكَ مِنِّيْ وَعَنِّيْ 
أَنتَ مَنْ أَرضَعَ الوُحُوشَ الضَّوَارِيْ 
أَيُّهَا الهَولُ: أَوَّلاً وَأَخِيرًا 
مِنكَ -إِنْ كُنتَ مُنصِفًا- خُذْ بِثَارِيْ 
لا تُحَاوِر فَمِيْ بِغَيرِ رَغِيفٍ 
إِنَّنِيْ كَافِرٌ بِكُلِّ حِوَارِ 
.
.
طَفَحَ الكَيلُ.. 
حَبَّةُ القَمحِ غَابَتْ زَمَنًا عَنْ فَمِيْ.. 
وَطَالَ انتِظَارِيْ  
طَفَحَ الكَيلُ -يَا مَدَى- طَفَحَ الكَيلُ..
أَنَا جَائعٌ بِكُلِّ اختِصَارِ 
هَلْ لَدَى العَالَمِينَ ثَمَّ قُلُوبٌ 
تَتَّقِيْ اللَّهَ فِيَّ.. قَبلَ انفِجَارِيْ!!
____________ـ