بِلادُكَ كَالقَصِيدَةِ.. كَرَّسُوهَا
لِذَاتِ الرِّيحِ حِينَ تَنَفَّسُوهَا
سَمَاءً رَدَّدُوهَا.. ثُمَّ شَاؤوا
كَآخِرِ شَربَةٍ، أَنْ يَحتَسُوهَا
كَمِ احتَكَرُوا دِرَاسَتَهَا، فَتَبًّا
لَهُمْ.. فَلِغَيرِهِمْ مَا دَرَّسُوهَا
بِلادُكَ كَالقَصِيدَةِ عَارَضُوهَا
كَذَلِكَ، شَطَّرُوهَا، خَمَّسُوهَا
وَكَانَ لِفَجرِهَا عُنُقٌ طَوِيلٌ
هُمُو أَكَلُوهُ، سَاعَةَ نَكَّسُوهَا
بِلادُكَ فِيْ الكِتَابِ لَهَا يَقِينٌ
أَضَاءَ لِيَطمسُوهُ وَيَطمسُوهَا
بِكُلِّ حَمَاسَةٍ أَدجَوا ضُحَاهَا
وَثَمَّ عَلَى الضَّلالَةِ حَمَّسُوهَا
وَمَا إِنْ هَوَّدُوهَا، نَصَّرُوهَا
وَمَا إِنْ نَصَّرُوهَا، مَجَّسُوهَا
بِلادُكَ، آمَنَتْ، كَفَرَتْ، وَلاذَتْ
بِمَنْ، بِيَدِ الظَّلامِ، تَحَسَّسُوهَا
وَمَنْ صَهَرُوا حَقِيقَتَهَا، أَذَابُوا
عَلَى القَلَقِ الظُّنُونَ، وَمَلَّسُوهَا
وَصَارَتْ كَالخَطِيئةِ، لا مَلاكٌ
يُشَاطِرُهَا، لَدَى مَنْ أَبلَسُوهَا
بِلادُكَ.. مُذ تَعَرَّتْ لِلأَغَانِيْ
وُجُوهَ الفَوضَوِيَّةِ أَلبَسُوهَا
وَتَدرِيْ أَنَّهَا كَانَتْ طَهُورًا
بِفِطرَتِهَا.. وَتَدرِيْ: نَجَّسُوهَا
بِلادُكَ مَا غَوَتْ يَومًا.. لِمَاذَا
عَلَى فَخذِ الغوَايَةِ أَجلَسُوهَا!
بِلادُكَ -يَا غَرِيبُ- غَرِيبَةٌ، مِنْ
دُهُورٍ.. فِيْ الغَرَابَةِ جَنَّسُوهَا
بِلادُكَ وَالَّذِينَ استَكبَرُوا، لا
نَسَتهُمْ ظَالِمِينَ، وَلا نَسُوهَا
بِلادُكَ كَالقَصِيدَةِ فِيْ كِتَابٍ
يَتِيمٍ.. أَلجَمُوهُ، وَأَخرَسُوهَا
بِلادُكَ.. لا تَسَلنِيْ عَنْ بِلادٍ
سَرَابًا فِيْ سَرَابٍ فَهرَسُوهَا
____________ـ
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا