حين لا تربي ضحكاً في أعطاف الجفنين - محمد عبدالوهاب الشيباني
الاثنين 17 أغسطس 2020 الساعة 16:07
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

أنت لا تستطيع تربية
نقود في جيب سريٍّ،
ولا في خزانة معتمة.
ولا تستطيع تربية أحلام باذخة
في الرؤوس الصغيرة لأطفالك.
أيضاً لا تستطيع
تريبة قصيدتك الخاصة عن
الأصدقاء،
النساء،
والخمر.

مثلما لا تستطيع تربية ضحكٍ
دائمٍ في أعطاف الجفنين
غير أنك
ستكتشف لاحقاً كم أنت ماهر
في تربية خصوم أسطوريين
لم يسبق أن قرأت أكفِّهم في :
الجريدة
أو في الرواية
أو في القصيدة البسيطة
ولا حتى في الثرثرة.

خصوم اختاروك لتربيتهم:
من عفوية الحزن .. وربما من
عفوية الصداقة بأبوابها الواسعة،
وكثيراً من عفوية الكتابة التي لا تستطيع
أن تتنفس من حِبرها المسفوح.

أنت لا تربي
شيئاً بعناية
و تربي فرحاً يعود تقديره إليك
غير أن خصوماً أشفقوا عليك فكافأوك
بتربيتهم
عوضا عن كل شيء لا تستطيعه
فظهروا مجتمعين في :
جيوب (البناطل) الفارغة
في أعطاف الجفنين الوارمين
في الرؤوس الصغيرة للأطفال
وظهروا هنا على هذه الورقة.

صنعاء آب/ أغسطس 2000

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات